إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
نوافل العبادات وأنواعها
14722 مشاهدة print word pdf
line-top
من العبادات الفعلية: الصدقة

وعبادة ثالثة: وهي النفقة، والصدقة. وهذه تكون لمن أعطاه الله فضلا من المال ورزقه؛ فإنه تعالى يُحِبُّ من عباده أن يعطوا مما أعطاهم الله، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وأن الصدقة تدل على صدق صاحبها، وأنها تقع موقعا، وتُضَاعَفُ عند الله أضعافا كثيرة، قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ .
رغب -صلى الله عليه وسلم- أيضا في إخفاء الصدقة، وذكر الذين يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّه، وقال: رجل تَصَدَّقَ بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
وسَمَّى الله تعالى هذه الصدقة قَرْضًا في قوله تعالى: إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ؛ مع أن الله تعالى غني عن عباده؛ ولكن امتحنهم، لَمَّا أعطاهم مالا أمرهم بأن ينفقوا منه في وجوه الخير، فيتصدقوا على المساكين والفقراء، ويتصدقوا –أيضا- على المستحقين من ذوي الحاجات، من ذوي القربى وغيرهم. وكذلك أيضا يتصدقون مما أعطاهم الله تعالى فيما يُحِبُّهُ الله في الدعوة إلى الله، وفي الجهاد في سبيله، وفي عمارة المساجد والمدارس وما أشبهها؛ وبذلك يكونون قد عبدوا الله تعالى بهذه العبادة التي فرضها أو فرض جنسها.
معلوم أن المسلمين يعرفون وجوب الزكاة في أموالهم، أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم؛ ولكن مع ذلك رَغَّب في إكثارهم من هذه الصدقة زيادةً على الفريضة، وهي صدقة التطوع الزائدة على ما فرضه الله، أما الفريضة فلا يَحِقُّ لمسلم أن ينكرها أو يجحدها أو يبخل بها.
لما أمر الله تعالى بالنفقة رَغَّبَ في النفقة من فاضل المال ومن أفضله في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ أي: تَصَدَّقُوا من طيبات أموالكم، ولا تَصَدَّقوا بما لا فائدة فيه؛ أي لا تتصدقوا –مثلا- بالْخَلِق من الثياب البالي، أو بالتمر الذي قد فسد؛ بحيث لا يأكله إلا الدواب أو نحو ذلك؛ بل تصدقوا بالطيبات التي تصطفونها لأنفسكم، وتأخذونها إذا أعطيتموها.
ويأمر الله –أيضا- بالنفقة قبل أن يأتي اليوم الذي يُحْرَمُ فيه الإنسان من التصرف في ماله، كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ فهذه من العبادات المالية، وهي عبادة بدنية؛ لأن الإنسان يكتسب المال ببدنه، وكذلك ينفقه بنفسه. فنتواصى بمثل هذه العبادة البدنية التي يحبها الله تعالى.

line-bottom